العدد 116
في يَدِ اللهِ مَصيري وَالْقَدَرْ
كَيْفَ أَخْشى مِنْ عَدُوٍّ لَوْ غَدَرْ
ما قَضاهُ اللهُ حَتْمٌ كائِنٌ
لَنْ يُصِيْبَ الْعَبْدَ إلّا ما أَمَرْ
إنْ يَكيدُوا لي فَرَبّي حافِظي
مِنْ جَميع الْخَلْقِ جِنٌّ أَوْ بَشَرْ
نَحْنُ قَوْمٌ في سَبيلِ اللهِ قَدْ
نَفرْنا لمْ نَخَفْ هَوْلَ الْخَطَرْ
كَمْ لِأَجْلُ القُدْسِ خُضْنا وَحْدَنا
ساحَةَ الْحَرْبِ وَحَقَّقْنَا الظَّفَرْ
ما انْتَظَرْنا غَيْرَنا في شِدِّةٍ
أوْ لِغَيْرِ اللهِ وَجَّهْنَا الْبَصَرْ
أَتَحَدَّى جَمْعَكُمْ إنْ تَقْدِروا
أنْ تَمَسُّوني بِسُوءٍ أَوْ بِشَرّْ
فَاعْلَمُوا يا مَنْ ظَنَنْتُمْ أنَّكُمْ
قَدْ تُذِيْقُونا مِنَ الْكَأْسِ الْأَمَرّْ
أَلْفُ سُحْقًا أَلْفُ خُسْرانٍ لَكُمْ
وَيَبابٍ لَيْسَ يُبْقي أَوْ يَذَرْ
نَحْنُ أَحْفادُ الْمُثَنّى لَمْ نَكُنْ
ذاتَ يَوْمٍ غَيْرَ نَوْءٍ مُكْفَهِرّْ
يَقْصِفُ الْأَعْداءَ بَرْقآ صاعِقًا
يُطْلقُ النّارَ لَهيبًا وَشَرَرْ
لَمْ نُنَكِّسْ رايةً أَوْ بَيْرَقًا
أَوْ خَشِيْنا الْموْتَ مَهْما يَسْتَعِرْ
سَوْفَ نَبْقى شَوْكَةً في حَلْقِكُمْ
كَيْ تَعِيْشُوا كُلَّ يَوْمٍ في سَقَرْ
نَحْنُ أَدَّبْناكُمُٓ مِنْ بَأْسِنا
وَجَعَلْناكُمْ شَتَاتًا مُنْتَشِرْ
وَحَرَمْناكُمْ رُقادًا هانِئآ
فيهِ قَدْ عَانَيْتُمُٓ قَهْرَ السَّهَرْ
وَحَظَرْناكُمْ بِجُحْرٍ ضَيِّقٍ
فيهِ ذُقْتُمْ كُلَّ أَنْواعِ الْكَدَرْ
وَاعْلَمُوا أَنّا بِمِرْصادٍ لَكُمْ
فاتَّقُونا وَاحْذَرُوا كُلَّ الْحَذَرْ
نَحْنُ لِلْمَوْتِ بِشَوْقٍ نَشْتَري
كَيْ إلى الْفِرْدوسِ وَفْدًا نَنْحَشِرْ
بَيْنَمَا أَنْتُمْ تَخَافُونَ الرَّدى
يا عُداةَ الْحَقِّ يا نَبْعَ الْقَذَرْ
فَارْحَلُوا هَيَّا ارْحَلوا مِنْ قَبْل أَنْ
نَحْرِقَ الْأَرْضَ عَلَيْكُمْ وَالشَّجَرْ
فَصَلاحُ الدِّينِ فينا قائِمٌ
عادَ حَيًّا بَأسُهُ لَمْ يَنْدَثِرْ
وَيْلَكُم مِنّا إذا فَكَّرْتُمُ
أَنْ تَمَسُّوا شَعْبَنا الْفَادي الْأَغَرّْ
وَاعْلمُوا أَنّا لدَيْنا قُوَّةٌ
جَمْعُكُمْ وَاللهِ مِنْها يَنْشَطِرْ
وَلَدَيْنا عُدَّةٌ مَخْبُوءَةٌ
لَكُمُ فِيْها هَلاكٌ مُنْتَظَرْ
فَاحْسِبُوها جَيِّدًا لا تَعْتَدُوا
وَاحْذَرُوا مِنْ شَعْبِنا أَنْ يَنْفَجِرْ
لَمْ تَهُزُّوا شَعْرَةً مِنْ رَأْسِنا
أوْ لَنَا أَفْلَحْتُمُ أَنْ نَزْدَجِرْ
نَحْنُ لَقَّناكُمُ الدَّرْسَ الَّذي
هُوَ كابُوسٌ لَكُمْ طُولَ الْعُمُرْ
إنَّنا اَلْأَعْلَوْنَ وَاللهِ الَّذي
لِسَماءٍ وَلِأَرْضٍ قَدْ فَطَرْ
نَرْفَعُ الْهامَاتِ لا لَنْ نَنْحَني
بِسُجُودٍ أوْ رُكُوعٍ أوْ نَخِرّْ
إنَّهُ النَّصْرُ قَريبٌ فَارْتَقِبْ
إنَّ وَعْدَ اللهِ آتٍ لا مَفَرّْ