العدد 118
النتائج التي توصل إليها البحث:
- نظم "إقبال" هذه القصيدة فى "إسبانيا"، لذا نشعر فيها بصدق التجربة، فقد عاش التجربة بنفسه وذلك يجعلنا نلمس معرفته لعناصرها بفكره، وايمانه بها، ودبيب حميمها في نفسه، كما نلمس عنده دقة الملاحظة، وقوة الذاكرة، وسعة الخيال، وعمق التفكير، حتى يؤلف نسيجاً متناغماً ومنسجماً داخل هذه التجربة الشعرية.
- بمقدار تنوع أدوات الشاعر الفنية وبراعة وسائله الشعرية، تعددت أبعاد رؤيته الشعرية دون أن تفقد وحدتها وتلاحم أبعاده.
- استخدم "إقبال" العديد من المحسنات البديعية مثل: (الطباق، والمقابلة، والجناس، والتكرار، والالتفات، والاقتباس، والرمز، والتلميح)، والتي تضفي لوناً جمالياً على النص تجعله أكثر إثارة ومتعة.
- سر الخلود والبقاء للآداب، والإنتاج، والفنون هو الحبن أي لابد أن يكون العمل نابعاً من الوجدان.
- المؤمن الورع هو الذي يسعى في الأرض لنشر المحبة والمودة والخير بين الناس.
- قارن "إقبال" بينه وبين المسجد، في أن الإيمان والحنان يجمع كليهما، على الرغم من أن أصله من بلاد الهند، أي بلاد الكفر، أما المسجد فأصله من بلاد الشام أي بلاد الإسلام.
- يتشوق "إقبال" إلى ثورة تجتاح العالم الإسلامي للنهوض به، وتعلي من همم الناس وتجدد من عزائمهم ودمائهم، فالثورات تجدد الحياة وتجعل من الشيخ شاباً.
- يتنبأ "إقبال" بحدوث شيء يذهل العقل، وأتوقع أنه حدث بالفعل، وهو الحرب العالمية الثانية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثبت المصادر والمراجع
أولاً: المصادر والمراجع العربية:
1) أمجد سيد أحمد، إبراهيم محمد إبراهيم، شاعر الشرق محمد إقبال، مطبوعات سفارة باكستان الإسلامية، القاهرة، الطبعة الأولى، 1997م.
2) الخطيب القزويني، محمد بن عبد الرحمن جلال الدين، إبراهيم شمس الدين (محقق)، الإيضاح في علوم البلاغة المعاني والبيان والبديع، ج1، 2009م.
3) صالح عبد العزيز الشاعر، المختارات الشعرية لأبي حامد الغزالي، من كتاب إحياء علوم الدين، المدبولي،2010م.
4) عبد المعين الملوحي (مترجم)، ميرزا سعيد ظفر چغتاى، وسوزان بوساك، جناح جبريل، الديوان الخامس، ج 1، دار ابن كثير.
5) علي عشري زايد، قراءات في الشعر العربي المعاصر، دار الفكر العربي، 1997م، القاهرة.
6) محمد غنيمي هلال، النقد الأدبي الحديث، دار نهضة مصر للنشر، الطبعة الحادية عشرة، القاهرة، 2012م.
7) ميرزا محمد منور، محمد سميع مفتي (مترجم)، مقالة بعنوان "تأثير الأدب العربي في شعر إقبال"، مجلة إقباليات العربية، العدد الرابع، 2003م
ثانياً: الرسائل والأبحاث العلمية العربية:
8) رهام عبد الله سلامة، توظيف التراث في الشعر الأردي الحديث دراسة أدبية لنماذج مختارة، رسالة دكتوراه، قسم اللغة الأردية وآدابها، كلية الدراسات الإنسانية، جامعة الأزهر، 2013م.
9) نها مصطفى محمود سعد، التلميح في الغزل الأردي في القرن التاسع عشر الميلادي.. دراسة تحليلية نقدية، رسالة ماجستير، قسم اللغة الأردية وآدابها، كلية الدراسات الإنسانية، جامعة الأزهر، 2007م.
ثالثاً: المصادر والمراجع الأردية:
1) اقبال، كليات اقبال، شيخ غلام على اينڈ سنز، پبلشرز، لاهور، اشاعت ہفتم، 1986ء.
2) سيد عبد الماجد الغوري، ديوان محمد إقبال، دار ابن كثير، الطبعة الثالثة، الجزء الثانى، دمشق، بيروت.
3) مولانا غلام رسول مہر، مطالب بال جبريل، شيخ على اينڈسنز لميٹڈ، لاهور، اشاعت ششم، 1987ء.
رابعاً: شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت):
1- http://ar.wikipedia.org/wiki.
2- http://majles.alukah.net/t.
3- http://www.madariss.fr/HG/trc.
4- http://www.awda-dawa.com/print.
5- http://www.drmosad.com/index.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ترجمة قصيدة محمد إقبال كاملة:
مسجد قرطبة
(نُظمت في قرطبة على أرض أسبانيا)
تعاقب الليل والنهار، يصنع الأحداث
تعاقب الليل والنهار، أصل الحياة والممات
تعاقب الليل والنهار، من لوني خيط الحرير
تصنع منه الذات رداء الصفات
تعاقب الليل والنهار، صوت قيثارة الأزل
تُظهر منه الذات تفاوت الكائنات
إنه يختبرك إنه يختبرُني
تعاقب الليل والنهار، صائغ الكائنات
إن كنت قليل العيار، وكنت أنا قليل العيار
فالموت قدرك، والموت قدري
ما حقيقة ليلك ونهارك
سواء تيار من الزمان لا ليل فيه ولا نهار
جميع معجزات الفن عارضة وفانية
لا ثبات لأعمال الدنيا! لا ثبات لأعمال الدنيا!
الأول والآخر فناء، والظاهر والباطن فناء
سواء في ذلك ما كان قديماً أو حديثاً كله مصيره الفناء
*****
لكن لون الثبات والفناء في ذلك الأثر
الذي ينجزه رجل من رجال الله
يسود عمل رجل الحق بالحب
الحب أصل الحياة، والموت محرم عليه
رغم أن سيل الزمان قوي وسريع
فإن الحب في ذاته سيل يتحكم في كل السيول
ليس في تقويم الحب سوى العصر الحاضر
فى تقويم الحب بالإضافة إلى العصر الحاضر أزمنة أخرى لا اسم لها!
الحب أنفاس جبريل، الحب هو قلب المصطفى
الحب هو رسول الله، الحب هو كلام الله
الجسد الترابي (جسم الإنسان) يضيء بنشوة الحب
الحب هو الخمر النقي، الحب هو كأس الكرام
الحب هو فقيه الحرم، الحب هو أمير الجنود
الحب هو ابن السبيل الذب له آلاف المنازل
أنغام الحياة من قيثارة الحب
نور الحياة من الحب، نار الحياة من الحب
*****
يا مسجد قرطبة! وجودك من الحب
فالحب دوام المسجد ليس فيه ماضٍ ولا حاضر
سواء كان طوب لبن أو حجر، أو مزماراً أو صوتاً أو حرفاً
معجزة الفن تظهر بدماء الكبد
إن قطرة من دم الكبد، تجعل من الصخر قلباً
فمن دم الكبد الحُرقة والصوت والسرور والموسيقى
أجواؤك منعشة للقلب وصوتي يحرق الصدر
ومنك حضور القلوب ومني تنفتح القلوب
صدر آدم ليس أقل من العرش المُعلى
رغم أن حدود هذا الترابي كبد السماء
ماذا إن تيسر السجود للملائكة
فلم يتيسر لهم حرقة السجود!
أنا هندي كافر، انظر شوقي وولهي
في قلبي الصلاة والسلام، وعلى شفتي الصلاة والسلام
الشوق في لحني، والشوق في مزماري
وأغنية هو الله تسري في عروقي وأوصالي
*****
جلالك وجمالك، دليل على الرجل المؤمن
فهو ذو قدر وجمال، وأنت أيضاً ذو قدر وجمال
بناؤك محكم وأعمدتك لا تحصى
مثل نخيل كثيف في صحراء الشام
على بابك وسقفك نور الوادي الأيمن
علو مآذنك مكان تجلي جبريل عليه السلام
لا يمكن للمسلم (الورع) أن يندثر قط (لا يُمحى)
فإن سر موسى (عليه السلام) وإبراهيم(عليه السلام) ينكشف من آذانه
أرضه بلا حدود، وآفاقه (سماؤه) بلا ثغور
موج بحره دجلة والدانوب والنيل
زمانه عجيب، قصصه غريبة
فهو أرسل رسالة الوداع للزمن القديم
إنه ساقي أرباب الذوق، فارس في ميدان الشوق
رحيقه خمر، وأصيله سيف
رجل جندية، درعهم لا إله إلا الله
ملجؤه لا إله إلا الله في ظل السيف
*****
بك انكشف سر العبد المؤمن
وتنكشف حرارة أيامه، ونشوة لياليه
مكانته عالية، وفكره عظيم
أنت تعبر عن فرحه وشوقه وسعادته ودلاله
يد الله تكون يد العبد المؤمن
هو الخالق، هو البادئ، هو الصانع
جسده من تراب، ونوره هو العبد المؤمن
غني عن الثقلين، وقلبه مستغنٍ
أمانيه قليلة، وأهدافه جليلة
أداؤه جميل، ونظرته ساحرة
لين عند الحديث، نشيط عند البحث
سواء في الحرب أو في السلم؛ طاهر القلب، طاهر الذيل
يقين رجل الله نقطة ارتكاز الحق
وهذا العالم بأسره، وهمٌ ولغزٌ ومجازٌ
هو غاية العقل، هو نتاج الحب
هو نشاط المحفل فى دائرة الآفاق
*****
يا أرباب الفن! يا عظمة الدين المبين
بك أصبحت أرض الأندلس بمنزلة الحرم
وليس لحسنك نظير تحت الأفلاك
أنت فى قلب المسلم وليس في مكان آخر!
آهٍ رجال الحق أؤلئك! أولئك القادة العرب
أصحاب "خلق عظيم"، وأصحاب الصدق واليقين
الذين ظهر هذا السر العجيب بفضل حكومتهم
إن عظمة أهل القلب هو الفقر وليس الملوكية!
الذين تربت الشرق والغرب على أنظارهم
كانت عقولهم مشاعل في ظلام أوربا
بفضل دمائهم أصبح أهل الأندلس اليوم
أصحاب قلوب سعيدة، وجوههم بشوشة عند اللقاء، وبسطاء جباههم منيرة
ولا تزال عيون الغزال منتشرة في هذه البلاد حتى اليوم
ولا تزال سهام أنظارهم مستقرة في القلب
اليوم تفوح روائح اليمن في هوائها (الأندلس)
أصوات الحجاز اليوم أيضاً فى أغانيها
*****
أرضك وسماؤك في أنظار النجوم
آه واآسفاه! منذ قرون أجواؤك بلا أذان
وأي وادىٍ، وفي أي منزلٍ
حطت قافلة الحب ذات العزم الشديد رحالها
لقد شاهدت بنفسك ثورة الإصلاح الديني في ألمانيا
التي محت آثار الزمن القديم تماماً
محت عصمة البابا، مُحيت مثل الحرف الخطأ
وتحركت سفينة الفكر الرقيقة
رأت عيون الفرنسيين الثورة
والتي قلبت أحوال الغرب كله
أهل إيطاليا شاخوا بسبب تمسكهم بالقديم
ثم صاروا شباباً بفضل متعة التجديد
لا يزال الشوق نفسه يسري في روح المسلم حتى اليوم
السر الإلهي لا يمكن للسان أن يعُبر عنه!
انظر ما هذا الذي ينطلق من أعماق البحار
وأي لون تتغير به هذه القبة الزرقاء (السماء)!
*****
تغرق السحب في الشفق في وادي الجبال
والشمس تركت خلفها كثيراً من اللؤلؤ البدخشاني!
أغنية بنت المزارع بسيطة وتمتلئ حرقة
عهد الشباب سفينة القلب سيلٌ!
يا ماء "النهر الكبير"! هناك شخص على ضفافك
من يرى حلم الزمن القادم
لا يزال العالم القادم وراء حجاب التقدير
والنقاب مكشوف عن سحره في عيوني
لئن رفعت الحجاب عن وجه أفكاري
فلن تستطيع الإفرنجة تحمُّل كلامي
موت هي تلك الحياة التي لا ثورة فيها
فحياة روح الأمم كامنة في الثورات
تلك الأمة التي هي كالسيف في يد القدر
هي التي تحاسب نفسها على أعمالها على الدوام
كل الأعمال ناقصة بغير دماء الكبد
وكل النغمات نشاز بغير دماء الكبد!
*****