العدد 118
إنّ ضرورة وضع منهج واضح ودقيق للإنتاج الفكريّ والثقافيّ والأدبيّ لخدمة المجتمع الإسلاميّ في ظِلّ تراكم المعارف والنظريات والمذاهب الأدبيّة؛ أمرٌ في غايةِ الأهميّة، إذْ إنّ جُلّ النظريات الأدبيّة القديمة والحديثة تنطلق من تصور فلسفيّ مُعيّن لطبيعةِ التعبير عن وجهة نظرها في الحياة.
وعلاوة على ذلك، قصدت مجموعة من الأدباء والنقاد تأسيس نظريّة أدبيّة تنطوي على هويّة إسلاميّة في طَرْق قضاياها ومبادئها، واتخاذ التراث الإسلامي مرجعًا أساسًا لا يمكن تجاهله في عصر الانفجار العلمي والأدبي، حيث قامت دعاوى ومحاولات جادة في المجال التنظيري والإبداعي الأدبي، وربط هذا التنظير بالإسلام، بالإضافة إلى ربطه أيضًا بالالتزام، وتحمل المسؤولية تجاه المجتمع باعتبار الأدب مرآة الحياة التي تعكس المجتمع.
ووفق هذا المنوال، حددنا بحثنا عندَ سؤال:هل للأدب علاقة بالدين؟ وهل يعد الالتزام بالمعايير والضوابط الأخلاقيّة معيقًا في صيرورة العمل الفنّي؟ ويتطلب ذلك منا معالجة هذا التساؤل من خلال محورين: المحور الأول: الأدب والدين. والمحور الثاني: الأدب الإسلامي والالتزام.
المحور الأول: الأدب والدين
إنّ العلاقة بين الأدب والدّين قضية قديمة وحديثة. نجد نقاشات حادّة حول هذه القضية في السّياق الغربي والعربي على مدى عصور مختلفة، فقد انقسم النقاد حولها إلى اتجاهات مختلفة؛ فذهب بعضهم إلى الربط بين الأدب والدّين، وأنّهما يلتقيان في أوقات كثيرة. بينما يرى آخرون أنّ الأدب لا علاقة له بالدين لا من قريب ولا من بعيد.
والسّؤال الذي يُطرح هنا: لماذا الفصل بين الدين والأدب؟ وهل يُعقل في مجتمع أن يدعى فيه إلى إبعاد الأدبِ عن قِيَم الدين والأخلاق؛ وهي التي تشكل هُوِيَّة الأمّة وثقافتها وحضارتها؟ وإذا فصل الدين عن الأدب فما الذي سيحل مكانه؟
وبالمقابل، هل مجال الأدب هو الحقل المناسب للبحث عن العلاقة بين الأدب والدّين من جهة والمبادئ الأخلاقية من جهة أخرى؟ وإذا كان الجواب نعم، فما نوع هذه العلاقة؟ أوَليس من الأجدر للأديب أن يولي ظهره للدين ومبادئه ويكتب ما يحلو له؟
إنّ الدين عمومًا والدّين الإسلامي على وجه الخصوص هو عقيدة ومنهج شامل لتنظيم الحياة البشرية، واستجابة لحاجاتهم النفسية، وهو مصباح ينير الطريق أمام الناس للوصول إلى الحياة المستقرّة والسعادة المرجوّة. كما هو وسيلة لتكوين العلاقات بين مختلف الأجناس البشرية ومختلف الحضارات. كما يهتم بالفضائل الإنسانية ويدعو إليها دائمًا وأبدًا، كالعدالة والحرية والحب والرحمة، والدّفاع عن المظلومين ومحاربة الظلم، وتحطيم كل أنواع الانحراف الخلقي والعقدي، ومن ثم فهو لا يتنافى مع واقع حياتنا ولا يتصادم مع نواميسها.(1) فإذا كان هذا هو مفهوم الدّين، فما هو مفهوم الفنّ أو الأدب؟ وهل هما يلتقيان؟
يُعرف الفنّ في المصادر الأدبية بأنّه: "تعبير رائع ممتع عن النفس والحياة."(2) وإذا كان الفنّ يعبر عن النفس والحياة ألا يعني ذلك أنّ الفنّ والدّين يلتقيان في وجه من الوجوه؟ وإذا كان الأدب لا يخلو من شكل ومضمون، فعن أيّ مضمون يحكي عنه؟ أليس هذا المضمون عبارة عن أفكار ومبادئ وفلسفات وأيديولوجيات مستمدة من واقع حياتنا اليومية؟ والدّين والأخلاق جزء من هذه الحياة؟
لعلّ نجيب الكيلاني يجيب عن هذه التساؤلات، عندما يقول: إنّ مادة الفنّ والدين هي الحياة والنفس الإنسانية...؛ وأنّهما توأمان، وأنّ غاية الفن لا تخلو من أحد هذين العنصرين؛ الإمتاع والإفادة؛ مما يدلّ على أنّ الفنّ لا يتعارض مع الدّين الذي يهدف إلى إسعاد البشرية.(3)
نستشف من هذا القول ونطرح سؤالًا من قبيل: إذا كان الدين والفن يهدفان إلى إفادة الإنسان وإسعاده، ألا يبدو أنّ هناك تناقضًا في المذهب الذي لا يرى العلاقة بين الدين والفن؟ إنّ الأدباء قد استلهموا في إبداعاتهم الأدبية الأساطير الإغريقية القديمة فنسجوا في ملاحمهم ومسرحياتهم أبطالها من الآلهة، فأوردوا في روايتهم الأدبية وقصائدهم الشعرية والنثرية أسماء الآلهة، مثل إله الخير، وإله الحرّ، وإله الجمال والشعر والموسيقى...؟ لذا يقول الكيلاني: "إنّ الفنون القديمة لم ترتبط بالدين فحسب، بل إنّ الدّين قد شكل حياتهم كلها، وصبغ تقاليدهم وتصرفاتهم، وشكل مثلهم العليا حتى كان الدين هو الحياة... التي تنقلهم إلى عالم الخلود اللامتناهي."(4)
وإذا رجعنا إلى السّياق الغربي فسنرى أنّ النقاد والفلاسفة اهتموا بهذه القضية، وتناولوها من خلال وجهات نظر مختلفة، نذكر منها على سبيل المثال؛ جونسون الذي يدعو إلى فصل الدين والقيم الخلقية عن الأدب، ويزعم "أنّ الدّينَ يقص أجنحة خيال الشاعر"، و"أن الشعر الذي يعبِّر عن إيمان وولاء لا يستطيع أن يسرَّنا دائمًا."(5) هكذا يذهب جونسون إلى عزل المعتقدات والمبادئ الدّينية عن عملية إبداعية، ويرى أنّها تجمد البعد الخيالي للمبدع.
أمّا إليزابيث درو فترى أنّ "المعتقد الدّيني كالنزعة الإنسانية، شيءٌ يساعد الإنسان في هذه الحياة... على مواجهة الضجر والحمَّى والنكد، التي لابد أن تكون مصير أية حياة نشطة". والدّين كامن "في العالم الطبيعي الذي يمثل الشاعر جزءًا منه."(6) ألا يشير قول درو: إنّ الدين يساعد الإنسان على مواجهة المصائب إلى أنّه لا يمكن عزل الدين عن حياتنا اليومية وممارساتنا الفكرية والأدبية؟ فالدّين إذًا -حسب نظرنا- له قوة غامضة تتحكم في حياتنا ومصيرنا.
إنّ التوجّه إلى "علمنة الفنّ" (أي فصل الدين عن الفن) الذي يدعو إليه هانز جورج غادامير في كتابه: الحقيقة والمنهج، ويصفه بأنّه حالة من اغتراب "الوعي الجمالي"، فهذا الوعي الجمالي الاغترابي هو الذي يعمل على تجاهل أو نسيان أصله، وينبغي أن يفهم الفنّ من خلال طبيعته أو العمل الفني ذاته فحسب. إنّ العمل الفني "يظلّ هو نفسه أصل نفسه الخاص، فهو يؤكّد نفسه عبر قتل الأشياء الأخرى."(7)
يبدو جليًّا أنّ غادامير يرى أن يُحصر الفن ضمن الشكل الجمالي، أو ما يسمّى بالفنّ للفنّ. ولكن ما يجدر الإشارة إليه هو أنّنا لا يمكن أن نفهم الفنّ بطبيعته الحقيقية إذا كنّا نجرّده عن المضمون، ونزعم أنّه مستقلّ بذاته، فإن كان الفن يعبّر من خلال الشكل الجميل، فإنه لا يخلو هذا الشكل من مضمون يعبّر عنه. وهذا المضمون إمّا أن يخصّ عالم النّاس بما فيه الدّين -أيَّا كان نوعه- أو الأسطورة أو الحياة عمومًا. أما الفنّ الذي يسعى إلى عدم خدمة هذه الأمور فإنّه قد يؤدّي إلى فقدان عناصره، ومن ثم يؤدّي إلى موته.
لعلّ هذا ما يوضحه هيجل في كتابه فلسفة الفن وعلم الجمال وفكرته عن "موت الفنّ" عندما يذهب إلى أنّ الفنّ لم يعد قادرًا على التعبير عن الحقيقة التي تتمثل في الدّين والمقدّس والإله.(8) كما يرى أنّ غاية الفنّ تكمن في كونه يسعى إلى "تطهير العواطف والتثقيف والتحسين الخلقي."(9) وتوضيحًا لهذه النظرة يذهب هيجل إلى أنّ الفنّ وسيلة وليس غاية، وسيلة "للأغراض الخلقية، والغاية الخلقية للعالم بصفة عامة من خلال التثقيف والتحسين. كما تتمثل غايته أيضًا في كشف الحقيقة، بالإضافة إلى الغايات الأخرى كالتعليم والتطهير وكسب المال والصراع من أجل الشهرة والشرف.(10)
على الرغم من وجود هذه الاتجاهات الغربية حول علاقة الفنّ والدينّ وضرورة الفصل بينهما، إلّا أنّ جلّ التيارات الأدبية الحديثة (الواقعية والماركسية...) بدأت تستوعب جيّدًا أنّ فصل الفنون الأدبية عن المعتقدات يبدو صعبًا. ومع ذلك نجد تجلّي هذه الإشكالية في الوعي العربي بشكل واضح، حيث تبنّى بعض النقاد مذهب جاداميربضرورة "اغتراب الوعي الجمالي" وفصله عن الدّين، مثل الذي نجده عند عبد المنعم تليمة عندما يذهب إلى أنّ مهمّة الأديب تكمن في "تشكيل" لا "توصيل"، فهو "لا يتوجّه بمعنى مسبق يسعى إلى توصيله، كما أنه لا يتوجّه إلى غرض يسعى إلى التعبير عنه، ولكن تَوجهه ليثير اللغةَ نشاطها الخالق حتى يكتمل له التشكيل الجمالي الذي يوازي به رمزيًّا واقعه النّفسي والفكري والرّوحي والاجتماعي."(11)
ومجمل الأمر أنّ حصر غاية الأدب في العنصر الشكلي والجمالي فقط؛هو إشكالية في حد ذاتها، فقد يؤدي هذا الحصر إلى إثارة التساؤل، فمثلًا عندما يكتب الروائي رواية أو قصة، أو ينظم الشاعر قصيدة شعرية ألَا يدلّ ذلك أن من وراء هذا التأليف والتنظيم هدفًا خارجيًّا عن الجمال الفني؟ وألَا يعني ذلك أنّ الروائي في روايته يريد توصيل فكرة معينة؛ دينية كانت أو أخلاقية أو اجتماعية أو نفسية أو تصوير شيء معين يشغل باله في حياته، غير مجرد المتعة الفنية التي هي الأخرى من مهمّة الفنّ؟ أمّا الذين يزعمون أنّ غاية الأدب محصورة في اللّغة أو الكلمات أو الشكل، ولا تتعداها إلى أشياء خارجية عنها، فهذا قد يجعل الإبداع الأدبي في إطار ضيق جدًّا.
وعليه، يدعو سلامة موسى إلى المنهج الالتزامي في الأدب -الذي سيكون محور حديثنا في المبحث القادم- لمعالجة قضايا المجتمع، وبالأخص مشكلات أخلاقية اجتماعية، ويقول: "إنّ النقد السديد للأديب هو النقد الاجتماعي؛ أي يجب أن نتساءل عن قيمة الأديب، ما قيمته للشرف أو للإنسانية؟... لأنّ الفنّان هو المسؤول يلتزم الأخلاق السامية، بل هو يرسم أخلاقًا تسمو على ما يجد في الأمة، ويدعو بها إلى الخير والشرف."(12)
لذا نرى أنّ من واجب الأديب الإنساني الاجتماعي أن يكون ذا نظرة متكاملة إلى العالم الذي يحيا فيه، ويستمد فكرته وثقافته منه، وأن تكون له نظرة تعبر عن فهم مترابط لهذا الكون وأطواره، وبشكل خاص ينبغي أن يتّضح هذا جليًا لدى المبدِع في فهمه لمجتمعه الخاص وتجاوبه معه.
وليست نظرية الأدب الإسلامي إلا نظرية ترى ضرورة توظيف الدّين والأخلاق في الممارسات الإبداعية الفنّية بغرض المساهمة في معالجة قضايا المجتمع.
ولعلّ المحور الثاني يتعمّق في تفصيل وتحليل إشكالية علاقة الأدب بالدين والأخلاق والاجتماع والحياة من خلال ربطها بإشكالية الالتزام الأدبي.
المحور الثاني: الأدب الإسلامي والالتزام
يُعدّ الالتزام قضية أدبية نقدية شغلت النقد الأدبي الحديث عمومًا والنقد الأدبي الإسلامي على وجه الخصوص؛ إذ رُبطت بالأنواع الأدبية شعرًا ونثرًا، ويبدو أنّ لها صلة بجمالية الفنّ وعملية الإبداع والشكل والمضمون، ممّا يُتيح لنا أن نطرح عدّة تساؤلات من قبيل مفهوم الالتزام، وهل يتعارض مع عملية الابداع؟ بمعنى هل الأديب الملتزم يكون مبدعًا بارعًا؟ وما موقع الشكل والمضمون من هذه القضية؟ ولماذا الالتزام في الأدب؟
لعلّ لقضية الالتزام جذورًا وإرهاصات في العصر القديم عند فلاسفة اليونان والرومان، إذ اهتم أفلاطون وأرسطو بوظيفة الإصلاح والتثقيف، وبمهمة تهذيب الناشئة وترقية الشعور. ويذهب أرسطو إلى أنّه لابد للفنّ أن يخدم الفضيلة ومكارم الأخلاق.
ونجد في القرون الوسطى سيطرة فكرة الفنّ الصالح على عصر التدين الملازم لسلطة الكنيسة، وسادت "نظرية التوحيد" (أي الجمع بين الجمال والإصلاح)، فقُيّد الفنّ لخدمة الدّين والفضيلة، فاستمرت آثارها في عصر النهضة، فتبنّتها المذاهب الأدبية الحديثية، مثل المذهب الماركسي والوجودي، والأدب الإسلامي؛ حسب صالح هويدي.(13)
أما بالنّسبة للثقافة العربية في العصر القديم؛ فقد كان هناك أدباء ونقاد ناقشوا قضية الالتزام تحت مصطلحات أدبية نقدية قديمة كالدّين والأخلاق والصدق وعلاقة هذه القضايا بالأدب، كقدامة بن جعفر الذي يرى أنّ الشعر مستقلّ حرّ، ويجب أن يُحصر في الجمالية فقط دون النظر إلى عناصر خارجية كالدين والأخلاق، وأنْ لا يسأل الشاعر عنها لأنّها ليست من مهمته، وإنما المسؤول عنها هو الواعظ والمرشد والمربّي.(14) بينما ذهب عبد القاهر الجرجاني إلى اشتراط الصدق في التعبير عن شعور الشاعر الداخلي، فقال: "خير الشعر أصدقه."(15)
نستنتج من هذه اللّمحة التاريخية لقضية الالتزام بالقول: إنّ اشكاليّة اللّفظ والمعنى، أو الشكل والمضمون تخدم هذه القضيّة في وجه من وجوهها. فربط الشعر بالصدق نابع من موقف الشاعر ومصداقيته تجاه مجتمعه الذي لا تزال المبادئ الأخلاقية مرعية في الساحة الأدبية والنقدية في ذاك العصر. وهذا يعني -في نظرنا- أن قضية الالتزام لم تكن غائبةً تمامًا في وعيهم. كما نفهم من هذه الآراء -أيضًا- أنّ ارتباط الفنّ بوظيفة الإصلاح عند أفلاطون وخضوعه لخدمة الفضيلة لدى أرسطو، ونظرة الكنيسة لتقييد الفن لخدمة الدّين والفضيلة والأخلاق كانت فكرة سائدة في النقد الأدبي منذ عصور طويلة.
ويدلّ هذا الربط بين الفن والإصلاح على تحلّي الأدب أو الأديب بالالتزام والمسؤولية تجاه قضايا إنسانية معينة، ولا يتحقق ذلك إلا إذا كان الأديب ملتزمًا حاملًا هموم المجتمع. إذَنْ فماذا يقصد بالالتزام في السّياق اللّغوي والاصطلاحي في النقد الحديث؟
إذا رجعنا إلى تعريف الالتزام في المعاجم العربية نجد أنّه يقصد به اعتناق الأديب قضية معينة والدّفاع عنها، فيقال: لَزِمَ الشيء ويلازمه ملازمةً ولزامًا إذا اعتنقه ولم يفارقه.(16) كأنّ هذا المفهوم اللّغوي يشبه المفهوم الذي يحدّده الأديب الفيلسوف جان بول سارتر في كتابه الأدب الملتزم، حيث يوسم الالتزام بشعور الكاتب واعتناقه المسؤولية تجاه المجتمع قبل تناول الحبر للكتابة،(17) ولابد أنْ يكون للأديب موقف إيجابي في العصر الذي يعايشه، وهو المسؤول عن مجتمعه والإنسانية بصورة عامة، وذلك أن قضايا المجتمع على عاتقه شعر بذلك أمْ لا.(18) ويبدو أن قول وهبة مجدي يوضّح ذلك بصورة واضحة؛ حيث يذهب إلى أنّ الالتزام هو "اعتبار الكاتب فنّه وسيلة لخدمة فكرة معينة عن الإنسان، لا لمجرد تسلية غرضه الوحيد المتعة والجمال."(19)
نستنتج من هذا التعريف اللّغوي والاصطلاحي للالتزام القول: إنّها تعني تَبَنِّيَ الأديب موقفًا فكريًّا أو إيديولوجيًّا تجاه قضايا المجتمع، والدّفاع عنه والتضحية في سبيل تحقيقه من خلال الفن. ويبدو أنّ اتخاذ الأديب موقفًا تجاه قضايا المجتمع لا يتحقق إلَّا إذَا كان الأديب يشعر بالمسؤولية تجاه هذه القضايا، بالإضافة إلى أنّه يتطلب منه أن يكون مقتنعًا بما يدافع عنه لكي تتيح له الحرية الكاملة لمعالجته أيديولوجيًّا كان أو فكريًّا أو أدبيًّا أو سياسيًّا أو اجتماعيًّا. كما نلاحظ في هذا المفهوم أنّ الالتزام قد يبدو شيئًا داخليًّا من ناحية، وخارجيًّا من ناحية أخرى؛ داخليًّا في نفس المبدع، يعتنقه، ويصبح أسلوبه في التعبير عن إحساسه الداخلي وتصوير نزعاته النفسية وشعوره بالمسؤولية، وقد يتميز بهذا النوع من الالتزام كلّ أديب ينطلق من شعوره الذاتي، ومؤمنًا بفكرة معينة فيعبّر عنها بصورة موحية ومؤثّرة. كما يشير إليه المفهوم من جهة أخرى أنّ الالتزام قد يعني مراعاة القوانين الخارجية للمجتمع وعاداته وتقاليده وعقيدته وأخلاقه وسياسته والالتزام بها. لعلّ هذا الأخير ما يميز الأدب الإسلامي عن غيره -كما سنرى ذلك لاحقًا.
إذن؛ فما هو مفهوم الالتزام في الأدب الإسلامي؟ هل يعني الالتزام في سياق الأدب الإسلامي الالتزام نفسه في سياق التيار الوجودي أو الماركسي، أو هناك فرق بينها؟ وإذا كان على الأديب أن يلتزم بالقوانين الخارجية في عملية إبداعية ألا يؤدّي ذلك إلى تقييد حرية المبدِع، والذي قد يؤثّر في الإبداع الأدبي وجماليته الفنّية؟
لقد استُخدم مصطلح الالتزام في الأدب والنقد الإسلامي في سياقات مختلفة؛ حيث وظّفه منظّرو الأدب الإسلامي في دراسة القضايا المتعلقة بالأدب الإسلامي نظريًّا وتطبيقيًّا بدون الالتفات إلى أبعاده الفلسفية الكامنة وراء هذا المصطلح والتي يدعو إليها التيار الوجودي والماركسي، بمضامينها الفلسفية المغايرة والمناقضة أحيانًا للفكر الإسلامي.
ولكن المجال لا يسعنا لدراسة المفهوم الوجودي والماركسي، وسنكتفي بمفهومه في إطار الأدب الإسلامي، ولمزيد من التفصيل فيما يتعلق بفكرة الالتزام في المذهب الوجودي والماركسي يمكن مراجعة كتاب الأدب والالتزام(20) ، وكتاب المذاهب الأدبية لدى الغرب،(21) وكتاب الفن الذي نريده(22) من أجل فهم الالتزام الوجودي والماركسي والواقعي الاشتراكي.
والالتزام من وجهة النظرية الإسلامية للأدب ينبغي أن ينهجه الأديب، ويكون مؤمنًا به بدون أي إلزام يمكن أنْ تفرضه منظومة سياسية أو دينية، ومن ثَمّ فيؤثر في التعبير الفني والجمالي.
وينهج الكيلاني المنهج نفسه حينما اهتمّ بهذه القضية بالدراسة، إذْ يتناول في كتابه الإسلامية والمذاهب الأدبية موضوعًا خاصًّا بعلاقة الحرية بالالتزام في الإبداع الأدبي، ويذهب إلى أنّ غاية الأنشطة الإنسانية هي إسعاد البشرية، والأدب من هذه الأنشطة، والذي يلتزم بالدور الايجابي لأجل إسعاد أفراد المجتمع. وعلى ذلك يظهر الالتزام كمؤيّد للحرّية في الفنّ والإبداع وليس نقيضًا له في إبراز معالم الطريق، والالتزام في بناء مجتمع جيد، وهذا المنهج هو ما يسمّيه بعض المذاهب بـ"الأدب الملتزم"، أو "الأدب الهادف"، أو "الإسلامية في الأدب."(23)
وعندما يتحدث الكيلاني عن الالتزام يقصد به الالتزام بالتصوُّر والفكر الإسلامي، ونستنتج ذلك من كتابه آفاق الأدب الإسلامي عندما يذهب إلى أنّ المقصود بالالتزام هو الالتزام العقدي، أي أن ينبع هذا الالتزام من عقيدة إيمانية، وممارسات واقعية وفق الضوابط التي لا تتعارض مع الحرية والاستقلالية في الإبداع من كل نوع من القيود، وأن يكون هذا الالتزام نابعًا من ذات مقتنعة بفكرة إسلامية الأدب التي تجمع بين الإنسان ونفسه من جهة، وبينه وبين محيطه الاجتماعي من جهة أخرى.(24) ولكن يبقى السّؤال دائمًا: إذا كان الأديب يلتزم بقوانين المجتمع في إبداعه الأدبي ألَا يعني ذلك أنّنا ألزمناه آلية وضوابط معينة لينهجها في إبداعه الذي قد يؤثر في جمالية الفن؟
لعلّ منهج توفيق الحكيم المتعلق بقضية الالتزام هو منهج منطقي، إذْ يدعو الحكيم في سياق نقدي إلى نهج منهج وسطي في قضية الالتزام، ويقول: يجب أن يكون الأديب حرًّا في وجدانه وشعوره، لأنه إذا قيّد حرّية المبدع فقد يؤدّي إلى فقدان صفة الأديب كمبدع ينطلق من شعوره الذاتي. وأمّا الذي يقول لأديب: "التزم بكذا، أو بكيت؛ فقد قتله! يجب أن يكون الالتزام جزءًا من كيان الأديب أو الفنان، ويجب أن يلتزم ولا يشعر بأنه مُلْزَم، فإذا شعر الفنان لحظة واحدة أنه يؤدّي فنه ضريبة عليه أن يؤديها وجوبًا، فإن الذي سينتجه لن يكون فنًا...، والالتزام لا يتعارض مع الحرّية...، لذلك لم أقل يومًا لأديب أو لفنان: التزم! بل قلت: كن حرًّا."(25)
نستشف أنّ الالتزام الذي يدعو إليه الحكيم التزام عفوي، وهذا النوع من الالتزام لا يؤثّر في الإبداع الأدبي، وإذا رجعنا إلى نصوص أدبية نثرية للحكيم، ونظرنا كيف تعامل مع هذه القضية في ممارساته الأدبية فسنجد أنّه أديب ملتزم بالفعل، إذْ تصوّر جلُّ رواياته القضايا العالقة بالمجتمع وهمومه بصفة خاصة والحياة بصفة عامة، سواء كان ذلك يتعلق بأفراد المجتمع أو ظروفه المعيشية كما يبدو ذلك جليًّا في رواية عودة الروح،(26) ويوميات نائب في الأرياف،(27) وهو الذي يقول عن نفسه: إنه اتخذ الأسلوب وسيلة لأهداف نفعية غير مجرد الإمتاع.(28) كما تتجلى-أيضًا- آثار الالتزام بالمبادئ الأخلاقية الإسلامية في جلّ روايات الكيلاني، ومنها رواية عذراء جاكرتا التي اهتمت بالمجتمع الجاكرتي، وتناول المجتمع من زوايا مختلفة؛ دينية واجتماعية وسياسية... إلخ.
أما علاقة الالتزام بالشكل والمضمون في سياق الأدب الإسلامي فهي علاقة جدلية تبادلية، وذلك أنّ الالتزام لا يعفي الأديب من الجودة الفنّية والجمال الأدبي، كما أن الغاية من الالتزام ليست ضعف الأدب وركاكته وجفافه، بل غايته التعبير الجميل الصادق ليكون المضمون والشكل على حدّ سواء متعة للعقل والوجدان وزادًا للتذوق.
والالتزام -حسب ماجد بن محمد- طوعي عفوي، فهو نابع من اعتقاد الأديب، وليس قسريًا يُفرض على الأديب من الخارج كما هو الحال في مفهوم الإلزام،(29) الذي يقصد به في اللغة: أَلْزَمَ فلانٌ فلانًا شيئًا إذا فرضه وأوجبه عليه.(30) وهذا ما يؤكّده صالح أحمد الشامي عندما يذهب إلى أنّ هناك فرقًا بين الالتزام والإلزام، ويقول: إنّ الإلزام "موقف سياسي أو اجتماعي تتخذه طبقة أو حزب معين، ثم يفرضه على من تحت سيطرته، فإن كان الفنّان في هذه الحالة يعمل بدافع من قناعته بذلك الموقف فهو ملتزم،وإن كان يعمل تحت عامل القهر والإكراه فهو ملزَم".(31)
نستنتج من ذلك ونقول: إن مصدر الإلزام هو السّلطة العليا، لأنّ الأديب يتحلّى به تجاه أمر معيّن عن طريق الإجبار والإكراه، أمّا الالتزام فيكون من اختيار الأديب نفسه وقناعته، لأنّ الالتزام -باختصار- موقف يتخذه الأديب تجاه قضية معنية. ولا شكَّ أنّ الفنّ شكل ومضمون، بينهما علاقة جدلية تبادلية تجعل من الصعوبة فك الارتباط بينهما.
وأما موقفنا تجاه قضية الالتزام فيكمن في طبع الإنسان لكونه اجتماعيّا بالفطرة، يلتزم بقضية معينة في إبداعاته، حيث يحدث ذلك أحيانًا لا شعوريًا بدون قصدٍ، ولا يستطيع الأديب أن يُلزم إبداعاته لتلبي رغباته كما يريد. وأمّا إذا فُرِض على الأديب أن يتبع قوانين معينة في عمليته الإبداعية فذلك غالبًا يضيّق نطاق الإبداع الأدبي، ويحصره في إطار محدود، كما نلمس ذلك في شعراء عصر صدر الإسلام كحسان بن ثابت وكعب بن مالك وغيرهما، لأنهم كانوا ملتزمين بقوانين الإسلام، ويحاولون مراعاتها في قرض الشعر لكونهم لم يتعوّدوا عليه(32) في بداية الأمر (أي بداية إسلامهم)، ولكن لمّا رسخ الإيمان في قلوبهم، وأدركوا مبادئ الإسلام ونواميسه قرضوا شعرًا متميّزًا بجماليات فنّية رائعة.
أمّا القول الذي يرى أنّ كلّ أنواع الالتزام الأدبي تقود إلى تعارض بين الالتزام والإبداع فإنّنا لا نرى ذلك، استنادًا لما يذهب إليه شوقي ضيف في كتابه البحث الأدبي، أنّ الالتزام لا يناقض فكرة الابداع والقيم الجمالية والعناصر الشعرية، "وإنّما هو وعي وإقناع وإيمان برسالة الشعر ومسؤوليته في تطوير الحياة أو تغييرها."(33) لذا نرى أنّ تسلّح الأديب بالروح الوطنية وقضاياها لا تكون سببًا في ركاكة جمالية الفنّ وشعريته. وخير مثال على ذلك قصائد أبي القاسم الشابي، وإن كان الشابي غير ملتزمٍ دينيًّا في كل إبداعاته الأدبية إلّا أنّه ملتزم بفكرة معينة، وكرّس حياته الفكرية والأدبية للدفاع عن هذه الفكرة، (وهي العدل والمساواة، والوقوف ضدّ كلّ أنواع الظلم) التي يؤمن بها، ويسعى لتحقيقها، كما نستشف ذلك في قصيدته التي من مطلعها(34):
إذَا الشّعبُ يومًا أرادَ الحياةَ *** فلا بُدَّ أنْ يستجيبَ القدَر
إنّها قصيدة ثورية يلتزم فيها الشاعر بروح ثورية تحرُّرية من كلّ القيود والذّل والعبودية التي فرضها الاستعمار والحكومات تجاه الشعوب، ويذمّ فيها العجز واليأس، ويدعو إلى الثورة ورفض الإهانة ونحو ذلك. وهذا الالتزام لم يمنعه أن يعطي القصيدة حقها من الصور الفنّية والجمالية والمعاني الرائعة.
وعلى ذلك، يقول محمد المجذوب: "لا أستطيع أن أتصوّر أديبًا على الحقيقة غير ملتزم، لأنّي أفهم الالتزام صدق التعبير عن واقع النّفس والفكر، ومن هنا يكون الالتزام انعكاسًا للذات...؛ وتتفاوت ألوان الالتزام فيكون أديب صالحًا، وآخر فاسدًا، وكلّ منهما ملتزم في نطاق صدقه في التعبير عن ذاته."(35)
أمّا إذا كان الأدب أو الأديب لا يسعى في إبداعه إلّا الوعظ والإرشاد فقط، دون أنْ يراعي العناصر الجمالية فقد لا يقدّم هذا للإبداع الأدبي إلا أشكالًا جوفاء خالية من الصور الخيالية الشعورية والفنية -حسب نظرنا.
ومجمل الأمر أن هناك آراء متباينة ومتعارضة في قضية الالتزام، فترى بعض التيارات الأدبية مثل الفنّ للفنّ أنْ لا علاقة لها بالأدب، لأنّ الأدب غائي في حدّ ذاته. بينما ينظر تيار الأدب الإسلامي إلى الأدب باعتباره وسيلة لخدمة المجتمع خاصة والحياة عامة، وليس غائيًّا في حدّ ذاته، وهذا يتطلّب من الأديب أن يكون ملتزمًا بالظواهر الخارجية في عملية الابداع.
الخاتمة:
إنّ الأدب كبقية الفنون له دور فعّال في المجتمع والحياة، إذْ لا تقتصر أهميته على تحقيق المتعة والتسلية، وإنَّما هو طرح لموضوعات اجتماعية وسياسية وثقافية، دون أن ننسى دوره الأكاديمي الذي لا يخلو من الالتزام بقضايا الشعوب، ومن أسئلة معرفية تفرض نفسها بإلحاح مستمرّ قصد الدراسة والتحليل. كما تبيّن أنّ الالتزام لا يعني مراعاة ظواهر خارجية فقط، بل قد تدخل فيه مراعاة الشكل أو الأسلوب للجنس الأدبي كما يدخل فيه النحو والصرف والعروض وحتى الموسيقى الشعريّة والنثريّة، وهذا ما تدعو إليه نظرية الأدب الإسلامي التي تتمحور حول ضرورة مراعاة هذه القضايا التي قد ترتقي بالفنّ إلى قمّة عالية من الجمال والذوق.
ونستشف ذلك لدى الشعراء الذين حاولوا أن يلتزموا بتقنيات الشعر ومراجعته مرارًا وتكرارًا بعد قرضه، وعلى ذلك تمكنوا من غربلة إبداعهم الأدبي، وقد يدخل هذا في إطار الالتزام الأدبي والفنّي، لذا سُمُّوا بعبِيد الشعر، أو شعراء الصنعة كزهير والحطيئة، وإن كانوا قد ركزوا على الالتزام الشكلي أكثر من المضمون.
إذَنْ؛ فيكون الالتزام مرحبًا به في ساحة الأدب والنقد لأنّه نابع من حرية مطلقة للأديب، وهو الذي يتحمّل مسؤولية جزالة إبداعه أو ركاكته. كما اتضح -أيضًا- دور الدين في العملية الإبداعية؛ فهو حاضر في العملية الإبداعية؛ سواء انتبه إليه الأديب أم لا. ولا ينطلق الأديب في إبداعاته الأدبية إلا من خلفية دينية، إسلامية،أو فلسفية أو شيوعية؛ فهي في النهاية معتقد يعتنقه الأديب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش:
(1) نجيب الكيلاني، الإسلامية والمذاهب الأدبية (بيروت: مؤسسة الرسالة، 1987م)، 11-12.
(2) المصدر السابق، 13.
(3) المصدر السابق، 14.
(4) المصدر السابق، 17.
(5) جونسون، ورد عند إليزابيث درو، الشعر كيف نفهمه ونتذوقه، ترجمة محمد إبراهيم الشوش (بيروت: منشورات مكتبة منيمنة، 1971م)، 313.
(6) إليزابيت درو، المرجع السابق، 324.
(7) هانز جورج غادامير، الحقيقة والمنهج؛ الخطوط الأساسية لتأويلية فلسفية، ترجمة حسن ناظم وعلي حاكم صالح (طرابلس: دار أويا للطباعة والنشر والتوزيع والتنمية الثقافية، 2007م)، 195.
(8) فريدريك هيجل، فلسفة الفن وعلم الجمال، ترجمة مجاهد عبد المنعم مجاهد (القاهرة: مكتبة دار الكلمة، 2010م)، 65.
(9) المرجع السابق، 94.
(10) فريدريك هيجل، المرجع السابق، 103.
(11) عبد المنعم تليمة، مدخل إلى علم الجمال (القاهرة: دار الثقافة للطباعة والنشر، 1978م)، 99.
(12) سلامة موسى، الأدب للشعب (القاهرة: مؤسسة الهنداوي للتعليم والثقافة، 2012م)، 58-60.
(13) صالح هويدي، النقد الأدبي الحديث (الزاوية: منشورات جامعة السابع من أبريل، 1998م)، 101- 103.
(14) قدامة بن جعفر ورد عند بدوي طبانة، قدامة بن جعفر والنقد الأدبي (القاهرة: المطبعة الفنية الحديثة، 1969م)، 408-409. (لم يقل قدامة ذلك، ولكنه جعل الشّكل معيارًا في التفوق والإجادة)، "التحرير".
(15) عبد القاهر الجرجاني، أسرار البلاغة في علم البيان، تحقيق عبد الحميد الهنداوي (بيروت: دار الكتب العلمية، 2001م)، 236.
(16) ابن منظور، لسان العرب (بيروت: دار صادر، 1956م)، كلمة "لزم".
(17) جان بول سارتر، الأدب الملتزم، ترجمة جورج طرابيشي (بيروت: منشورات دار الآداب، 1967م)، 44.
(18) Jean-Paul Sartre, Qu’est – ce que la littérature?(Paris, Editions Gallimard, 1948),75.
(19) وهبة مجدي، معجم مصطلحات الأدب (بيروت: مطبعة دار القلم، 1974م)، 79.
(20) ينظر:Jean-Paul Sartre, Littérature et Engagement,situation (tome 3)، (Paris, Editions Gallimard, 1949).
(21) ينظر: عبد الرزاق الأصفر، المذاهب الأدبية لدى الغرب (دمشق: منشورات اتحاد الكتاب العرب، 1999م).
(22) ينظر: عبد الرحمن الخميسي، الفن الذي نريده (القاهرة: المؤسسة المصرية العامة للتأليف والأنباء والنشر، 1966م).
(23) نجيب الكيلاني، الإسلامية والمذاهب الأدبية (بيروت: مؤسسة الرسالة، 1987م)، 30.
(24) نجيب الكيلاني، آفاق الأدب الإسلامي (بيروت: مؤسسة الرسالة، 1985م)، 61.
(25) توفيق الحكيم، فنالأدب (القاهرة:دار مصر للطباعة والنشر، 1973م)، 292.
(26) توفيق الحكيم، عودة الروح (القاهرة: مكتبة الآداب، 1998م).
(27) توفيق الحكيم، يوميات نائب في الأرياف (القاهرة: دار الراية للنشر والتوزيع 1937م).
(28) المرجع السابق، 293.
(29) ماجد بن محمد الماجد، "الأدب الإسلامي، مراجعات في النشأة والخصائص" (الرياض: بحث مقدم للترقية، كلية الآداب- جامعة ملك سعود، 2016م)، 11.
(30) معجم المعاني الجامع، المعاني لكل رسم معنى، http://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/ألزم/
(31) صالح أحمد الشامي، "الفن الإسلامي التزام وابتداع" (دمشق: دار القلم، 1990م)، 81.
(32) هذا رأي الكاتب، ولا نراه صحيحًا، "التّحرير".
(33) شوقي ضيف، البحث الأدبي، طبيعته مناهجه أصوله مصادره (القاهرة: دار المعارف، 1972م)، 101.
(34) أبو القاسم الشابي، ديوان. تقديم وشرح أحمد حسن بسج (بيروت: دار الكتب العلمية، 2005م)، 70.
(35) محمد المجذوب، تحفة اللبيب في ثقافة الأديب (المدينة المنورة: منشورات النادي الأدبي، 1984م)، 322.